hassan Admin
عدد المساهمات : 1302 نقاط : 2053 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/06/2015 العمر : 64 الموقع : https://hassan22.7olm.org
| موضوع: من مظاهر الثقافة الامازيغية بالجنوب المغربي:الشعر الامازيغي المقاوم . الجمعة يوليو 03, 2015 5:38 pm | |
| الثقافة علاقة اجتماعية مرتبطة عضويا بكل قوى الحياة التي تنتج تاريخ نمو المجتمع وتطوره المادي والفكري وليست مجموعة جاهزة من الافكار والعادات والمشاعر أي إننا لن نتحدث هنا عن الثقافة بمعناها الأدبي الخاص الذي يذكرنا بالنشاط الفكري والعلمي الذي تقوم به النخبة المتعلمة، ولكن عن الثقافة بمعناها الاجتماعي، أي عن الثقافة بما هي تجسيد للجانب الاجتماعي المشترك من سلوك الإنسان واستجاباته لمختلف المواقف التي تعترض له في الحياة. والثقافة الامازيغية هي مجموع ارث الانسان الامازيغي بارضه "تامزغا" بمجموع دول شمال افريقيا ودول الصحراء الكبرى من واحات سيوة بالغرب المصري الى جزر الكناري بالمحيط الاطلنتيكي ومن البحر الابيض المتوسط شمالا الى اعماق الصحراء الكبرى، واينما ذهب هذاالانسان الامازيغي وارتحل بمناطق اخرى (الشتات). واثناء البحث في طبيعة التشكل الثقافي لدى عموم الامازيغ تتبين لنا سمات الثقافة الامازيغية والمحتواة في العادات والتقاليد الاجتماعية والفنون بمختلف اشكالها وانواعها،كالرقص والغناء ،و زخارف واشكال المعمار والنسيج والحناء ، وكذا الاداب الشفوية من حكايات وامثال وحكم وشعر،بالاضافة الى اللغة نفسها وهي عبارة عن سلسلة من الافكار والمفاهيم المحددة ،وليست مجموعة من الكلمات القواعدية الخالية من المحتوى،وما تنفرد به من مميزات معجمية وصرفية ونحوية واشتقاقية . وقد توارث الامازيغ هذه الثقافة عن اجدادهم الاوائل منذ الاف السنين كما اشتهروا بمقاومتهم لكل الشعوب الغازية لوطنهم "تامازغا"والطامعة في احتلالها مستعملين في ذلك وسائل مختلفة وأشكال نضالية متنوعة، مما ساعد في الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم وحضاريتهم بكل خصوصياتها ومقوماتها كما احتكوا بالثقافات العالمية احتكاكا سلميا فأثرو فيها وتأثروا بها دون الانسلاخ عن ثقافتهم الاصيلة . وقد كان للشعر الأمازيغي حضور بارز في هذه المقاومة، ووظف الشعراء والشاعرات الأمازيغ أغراضا شعرية متنوعة من مدح للمقاومين ورثاء للشهداء وهجاء للغزاة مستعملين صيغا بلاغية رائعة قصدها الاعتزاز والافتخار بالمقاومين وبطولاتهم في التصدي للغزاة.
* الشعر الامازيغي المقاوم بالجنوب المغربي
وشعر المقاومة عبارة عن أناشيد نابعة من إحساس بالحرية واعتزاز بالنفس والرفض للعبودية والذل، وصادرة من حناجر شاعرات وشعراء نشأوا في بيئة أمازيغية ألفت الحرية وكرهت العبودية والاستغلال، وتكن العداء لكل غاز أجنبي ظالم منذ القدم، إذ احتفظت الذاكرة الأمازيغية على تصرفات الغزاة السيئة المتصفة بالقهر والقساوة، بدءا بالرومان والوندال فالبزنطيين وانتهاء بالبرتغال والاسبان ثم الفرنسيين . وسأحاول في مداخلتي هذه أن أستحضر جوانب من تاريخ هذه المقاومة وما واكبها من أشعار حماسية تحث على قتال المستعمرين الدخلاء ببسالة وتدعو المقاومين إلى الاعتزاز بوطنهم وإلى رفض جميع أنواع الخضوع. "فحين يشن محمد بن عبد الكريم الخطابي، وأبطال الريف، حربا كاسحة على الاستعمار الاسباني... تهتز المشاعر بهده الحرب التحريرية، وينفجر الشعراء بالدعوة لمؤازرة البطل الريفي، منقذ الأمة من الاحتلال... لكن الشعر الذي واكب هذه الحرب شعر ضاع أكثره فلا نعرف منه غير مقطوعات قليلة، وأناشيد وقصائد يشار إلى بيت فيها أو بيتين ثم لا نجد للباقي أثرا" (إبراهيم السولامي،الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية، دار الثقافة 1974) مع علمنا بأن "جيل المغاربة الأطلسيين الذين أبلوا البلاء الحسن في تلك المواجهة أو عاصروها على الأقل،قد انقرض أو كاد، ويخشى أن يكون الأوان قد فات على من يريد أن يستشهد بما علق بأذهانهم من روايات للأحداث في تسلسلها وتفاعل بعضها مع البعض، ومن حسن الحظ أن بعض أصداء هذه المواجهات والمعارك ظلت حية متجاوبة في الشعر الأمازيغي أو على الأقل في ما يزال يروى منه وما قدر له أن يكتب مع أن الشعر الأمازيغي لم يكتب منه ولم يحفظ إلا الشيء القليل" (مرجع سابق ص:73).
وقد تزعم حركة المقاومة بالجنوب المغربي زعامات محلية من أبرزها القائدان المدني والناجم الاخصاصيان مما دفع بشاعرة من قبيلة لخصاص تشيد بشجاعة هذين القائدين واللذين وقفا سدا منيعا أمام زحف القوات الفرنسية وعملائها إلى الجنوب المغربي فقالت:
| |
|