قال الله تعالى:
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
فهل لا ينبغي للشمس أنْ تدرك القمر فيتلوها الهلال في بداية الشهر وهي تتقدمه؟
والجواب:
نعم لا ينبغي للشمس أنْ تدرك القمر فتتقدمه منذ أنْ خلق الله السماوات والأرض
حتى يدخل عمر الحياة الدنيا في عصر أشراط الساعة الكبرى، فمن ثمّ تدرك الشمس القمر فيتلوها.
ولذلك أقسَمَ اللهُ تعالى بهذا الحدث تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا(2)}
صدق الله العظيم [الشمس].
وربّما يودُّ أحد السائلين من علماء الفلك أن يقول:
"يا ناصر محمد، وكيف نعلم علم اليقين أنّ القمر تلاها وهو هلالٌ؟".
والجواب لكافة علماء الفلك نقول لهم:
إنكم لتعلمون أنّ القمر والشمس والأرض كلٌّ في فلك يسبحون، وتعلمون أنّ القمر يجتمع بالشمس في المحاق بعد انتهاء منازل الأهلّة، فمن ثم ينفصل عنها شرقاً فيترك الشمس تتلوه من ناحية الغرب، وبسبب دوران الأرض تجدون أنّ الشمس تغرب قبل القمر الهلال ومن ثم يغرب القمر الهلال وهو يتقدمها، ولذلك تشاهدون هلال أوّل الشهر من بعد غروب الشمس، فإذا أدركت الشمس القمر فسوف يحدث العكس تماماً فتجدون أنّ القمر الهلال يغرب قبل غروب الشمس ومن ثم تغرب الشمس بعده وهي تتقدمه شرقاً والقمر الهلال يتلوها من جهة الغرب فيجتمع بها وقد هو هلال، بمعنى أنّه وُلِدَ من قبل الاقتران فاجتمعت به الشمس وقد هو هلال.
وأنتم يا معشر علماء الفلك تعلمون أنّ القمر هو أسرع من الشمس في حركته،
ولذلك قال الله تعالى:
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ(40)}
صدق الله العظيم [يس].
وبما أنّ الله يعلم أنّ القمر هو أسرع من الشمس ولذلك قال:
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ}،
والسؤال الذي يطرح نفسه:
فكيف أنّ هلال الشهر يولد ومن ثم تجدونه يتلوها والشمس تتقدمه برغم سابق ميلاده؟ ومعظم تقاريركم الفلكيّة تشهد على فتواكم في أهلّة الشهور التي تدرك فيها الشمس القمر فتقولون أنّ هلال الشهر الفلاني سوف يولد في الساعة الفلانيّة ويغرب قبل الشمس ولذلك يستحيل رؤية هلال الشهر الفلانيّ علميّاً بدقةٍ متناهية بعيدةٍ عن الخطأ!
ومن ثمّ يقيم عليكم الإمام المهدي ناصر محمد الحجّة وأقول:
فذلك هو الإدراك فكيف تنكرون الحقّ وأنتم تعلمون؟ وأنتم لستم منجِّمين أولياء الشياطين؛ بل علماء فلكيّون فلا تكتموا الحقّ وأنتم تعلمون.
وإن قلتم: "يا ناصر محمد لا تقيم الدنيا وتقعدها فتلك ظاهرةٌ طبيعيةٌ أنْ يُولدَ الهلالُ ثم يغرب قبل الشمس".
ثم يقيم عليكم الإمام المهدي الحجّة بالحقّ وأقول:
فأخبروني متى يولَد هلال الشهر الجديد؟
ومعلوم جواب كافة علماء الفلك دون استثناء أحدٍ منهم فسوف ينطقون بمنطقٍ واحدٍ موحدٍ فيقولون:
"إنّ الشمس والقمر يجتمعان في محاق الأهلّة ويسمّى ذلك بالاقتران فتكون الشمس من الأعلى والقمر من الأدنى ويحدث ذلك كسوفاً شمسيّاً بعض الأحيان لكون القمر يحجب ضوء الشمس عن أهلِّ الأرض المتواجدين في مخروط ظلِّ القمر، فمن ثم ينفصل عنها من تلك اللحظة شرقاً، وبما أنّه أسرع من الشمس فيتجاوزها شرقاً تاركاً إيّاها تجري وراءه من ناحية الغرب".
فمن ثمّ يقيم الإمام المهدي عليكم الحجّة بالحقّ وأقول:
إذاً يا معشر علماء الفلك، فكيف تقولون أنّ القمر سوف يجتمع بالشمس في الساعة الفلانيّة في المحاق أو الكسوف الشمسي ثم يغرب قبلها وهي تتقدمه من جهة الشرق وهو يتلوها من جهة الغرب؟
فمن ثمّ يقيم الإمام المهدي عليكم الحجّة ونقول:
أليس القمر هو الأسرع من الشمس؟ فكيف يجتمع بها في المحاق فمن ثم تتركه الشمس يجري وراءها وليداً برغم أنه أسرع منها؟ فوالله الذي لا إله غيره لا يقبل العقل والعلم والمنطق أن يجتمع القمر بالشمس في المحاق فمن ثمّ تتركه وراءها برغم أنّه أسرع منها وحركة الشمس أبطأ من حركة القمر!
وعلى الرغم أنّ الإمام المهدي ناصر محمد يقرُّ ويعترف بكافة علومكم الفلكيّة في نظام جريان الشمس والقمر إلا في هذه النقطة فلن يقبلها عقلُ الإمام المهديّ ولن يقبلها العلم ولن يقبلها المنطق لدى أيّ إنسانٍ عادي، فجربوا وقولوا لأي إنسانٍ عاقلٍ لا يقرأ ولا يكتب أُميٌّ لا يفهم من علوم الفلك شيئاً، فقولوا له:
فهل تعلم أنّ القمر يجتمع بالشمس في المحاق فمن ثم تتركه وراءها برغم أنّ القمر هو أسرع من الشمس؟ إذاً لقال لكم:
وكيف يكون القمر هو أسرع من الشمس ثم تسبقه فتتقدمه فتتركه يجري وراءها!
فهذا لا يقبله العقل والمنطق. ثمّ يقيم عليكم الحجّة وهو أُمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب!
ويا عباد الله، فلو أنّ اثنين من البشر يجريان وأحدهما هو أسرع خطواتٍ من الآخر فمن الذي يترك الثاني وراءه؟ ومعلوم جوابكم :
أن الأسرع في حركته حتماً سوف يترك الأدنى سرعةً وراءه يجري،
فكذلك الشمس والقمر.
وربّما يودُّ أحد أحبتي الأنصار أن يقول:
"يا إمامي، لقد كدت أفهم كيف تدرك الشمس القمر في هذا البيان ولكني عدت
للحيرة مرةً أخرى".
فمن ثمَّ يردُّ الإمام المهدي ناصر محمد على كافة السائلين ونقول:
إنّ الإدراك هو أنْ يُولَدَ الهلال من قبل الاقتران فتجتمع به الشمس وقد هو هلال ثم يتجاوزها
شرقاً تاركاً إيّاها تجري وراءه من ناحية الغرب.
ونكرر ونقول:
إن الشمس إذا أدركت القمر فهو يكمل دورته حول نفسه فمن ثم يولد هلال شهره الجديد من قبل الكسوف فتجتمع به الشمس وقد هو هلال، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.
وأما السبب العلمي لغروب القمر قبل غروب الشمس برغم أنه سبق ميلاده وذلك لكون الهلال الذي تدرك فيه الشمس القمر يولد من قبل الاقتران، ولذلك تجدون هلال الشهر الجديد سوف يغرب من قبل غروب الشمس وهو في حالة إدراكٍ، ثم تجتمع به الشمس وقد هو هلال، ثم يتجاوزها شرقاً تاركاً إيّاها تجري وراءه غرباً، وهكذا...
ويا عجبي من علماء الفلك لماذا لم يتنازل أحدهم عن الكبر والغرور فيأتي ليحاور المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور حتى يتبين لهم أنّه الحقّ! وكفى بربي شهيداً إنه على كل شيء شهيد.
ويا معشر الأنصار،
تعالوا لنعلمكم كيف تلجمون علماء الفلك بآية الإدراك إلجاماً،
فقولوا لهم:
ألستم تفتون الناس أنّ القمر هو أسرع من الشّمس؟
فسوف يقولون: اللهم نعم.
فمن ثم تقولون:
ألستم تقولون أنّ بداية عمر الأهلّة تبدأ من لحظة انفصال القمر عن الشمس شرقاً؟
وسوف يقولون: اللهم نعم.
فمن ثمّ تقيمون عليهم الحجّة فتقولون:
إذاً فكيف يجتمع القمر بالشمس في نهاية الشهر في المحاق ثم ينفصل عنها شرقاً ثم يتلوها من ناحية الغرب؟ فما الذي أرجعه حتى يكون وراءها غرباً برغم أنكم تقولون إنّه لينفصل عنها شرقاً؟
وبما أننا نؤمن بفتواكم الحقّ بأنّ هلال الشهر الفلاني سوف يغرب قبل غروب الشمس برغم ميلاده وهذا صحيح؛ ولكن خطأكم أنّكم تقولون أنه قد اجتمع بها؛ بل فتوى إمامنا المهدي هي الحقّ أنّ هلال الشهر الذي تدرك فيه الشمس القمر حتماً وُلِدَ قبل الكسوف فاجتمعت به الشمس وقد هو هلال فيكون هلال وكسوف مجتمعين في أول الشهر.
وأنتم تعلمون يا أمّة الإسلام أنّ سبب انتفاخ الأهلّة في أوّل الشهر أنّ ذلك لكون الشمس أدركت القمر فولد الهلال من قبل الكسوف واجتمعت به الشمس وقد هو هلال؛
بمعنى: أنّ هلال الليلة الأولى الذي تدركه الشمس لن تشاهدوه إلا الليلة الثانية وهو منتفخٌ لكونه حقاً هلال الليلة الثانية فيقال ليلتين للناظرين.
وذلك تصديقٌ لفتوى محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال:
[من أشراط الساعة الكبرى انتفاخ الأهلّة].
برغم أنّ الهلال كانت أول رؤية له في أول مرة يُشاهد فيها فمن ثم يرونه منتفخاً ولذلك يقولون ليلتين لكونه حقاً هلال الليلة الثانية،
ولم يبتدع ناصر محمد آية الإدراك من عند نفسه فمالِ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؟
---
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..