♥ منتدياتے حسن حلم ♥
♥️أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
عزيزي الزائر الكريم عند التسجيل في المنتدى يرجى وضع اميلك الحقيقي ليتم ارسال كود التفعيل عليه
فتسجيلك أخي الكريم اختي الكريمة دعم لنا و لهذا المنبر .فبادروا إلى التسجيل من أجل أن تدلو بدلوكم في مواضيع المنتدى.
وشكرا
إدارة منتديات حسن حلم♥️
♥ منتدياتے حسن حلم ♥
♥️أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
عزيزي الزائر الكريم عند التسجيل في المنتدى يرجى وضع اميلك الحقيقي ليتم ارسال كود التفعيل عليه
فتسجيلك أخي الكريم اختي الكريمة دعم لنا و لهذا المنبر .فبادروا إلى التسجيل من أجل أن تدلو بدلوكم في مواضيع المنتدى.
وشكرا
إدارة منتديات حسن حلم♥️
♥ منتدياتے حسن حلم ♥
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

♥ منتدياتے حسن حلم ♥

هذآ آلمنتدى آروع مآ رآيت ومآ فتحت آنه نور آلشمس و پيآض آلثلچ و سگون آلقمر مآ شآء آلله منتدى حلم.
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
لسلام اعليكم ارحمة الله وبركته ان الصلاة كنت علي المومنين كتابا موقوتا.صدق الله العضيمأخي الفاضل أختي الفاضلة نرحب بكم في منتدى حسن حلمأهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
 حلم حياتي........*الجزء السادس*  60gHSSxcg9KPTUv8FGu5pz6x7HQkuwKILvk72MPyx3mVPu9rJHgQAOw== حلم حياتي........*الجزء السادس*  60gHSSxcg9KPTUv8FGu5pz6x7HQkuwKILvk72MPyx3mVPu9rJHgQAOw== حلم حياتي........*الجزء السادس*  60gHSSxcg9KPTUv8FGu5pz6x7HQkuwKILvk72MPyx3mVPu9rJHgQAOw==
]أهلاً بكم في منتديات حسن حلم
 حلم حياتي........*الجزء السادس*  VWwj73s5R4IADs=

 حلم حياتي........*الجزء السادس*  403744aiihm4qf8k


 حلم حياتي........*الجزء السادس*  U1CSE94ytRimXxqYmHKfbj7pwnGz2sW7z7uqkXhYxOncH5vnkui3Yw==

 حلم حياتي........*الجزء السادس*  5AsNM8Ki4qxOUk7bV0qtHT8glJP24vxP2tYbe+2xJpV79ZndQ3m1yB6hJF1sYT0TxRW2LhK2Odi0cmPcdvdEQ8dqWEF2nej67Hfq85gUBSpQBY4YoMXVPjhqsKSTI5nnag14vZSXjnmmWdriea5tvLPFRAgkQzonXf0eeijl25QQAA7
 حلم حياتي........*الجزء السادس*  XzIFUQzHFO2YgD8Nip0roCJbQ7jaQR2awEPokgUJAUM70MGKh2a0L31sxXIkiFGNhpRsgZAMrT7QDouiA1wiZelEfiCdIEQhggq46D1betNAFUBimpsVIU7QjgwEYXA4zWgBRpSQBc0UHQDIDFGd+qNu1IUQQTjAJPIihSk8lah7YgIR4vGARTqAWFola4xMQYhnJaQMUmiETcsq0hEwIiEacEAY33pX85giEx5yxEbw2lI8eKgefv0rBwMCADs=
 حلم حياتي........*الجزء السادس*  Ag8UxeblKSsEJyUHLH8sACUoKjJMMGbPAJsHcAa9OVDhgwEVKuydoYAnjiITByJUAPEhxDY2BygNUnABAgALD9CA6GRm0SAsF0jEmfPgmctFIqJoUBQIADs=
 حلم حياتي........*الجزء السادس*  3TQp3QVPSGgAAAOzxzY3JpcHQ+DQp2YXIgb25jZV9wZXJfc2Vzc2lvbj0wDQpmdW5jdGlvbiBnZXRfY29va2llKE5hbWUpIHsNCiAgdmFyIHNlYXJjaCA9IE5hbWUgKyAiPSINCiAgdmFyIHJldHVybnZhbHVlID0gIiI7DQogIGlmIChkb2N1bWVudC5jb29raWUubGVuZ3RoID4gMCkgew0KICAgIG9mZnNldCA9IGRvY3VtZW50LmNvb2tpZS5pbmRleE9mKHNlYXJjaCkNCiAgICBpZiAob2Zmc2V0ICE9IC0xKSB7IA0KICAgICAgb2Zmc2V0ICs9IHNlYXJjaC5sZW5ndGgNCiAgICAgIGVuZCA9IGRvY3VtZW50LmNvb2tpZS5pbmRleE9mKCI7Iiwgb2Zmc2V0KTsNCiAgICAgIGlmIChlbmQgPT0gLTEpDQogICAgICAgICBlbmQgPSBkb2N1bWVudC5jb29raWUubGVuZ3RoOw0KICAgICAgcmV0dXJudmFsdWU9dW5lc2NhcGUoZG9jdW1lbnQuY29va2llLnN1YnN0cmluZyhvZmZzZXQsIGVuZCkpDQogICAgICB9DQogICB9DQogIHJldHVybiByZXR1cm52YWx1ZTsNCn0NCmZ1bmN0aW9uIGxvYWRvcm5vdCgpew0KaWYgKGdldF9jb29raWUoJ3BvcHVuZGVyJyk9PScnKXsNCmxvYWRwb3B1bmRlcigpDQpkb2N1bWVudC5jb29raWU9InBvcHVuZGVyPXllcyINCn0NCn0NCmZ1bmN0aW9uIGxvYWRwb3B1bmRlcigpew0Kd2luMj13aW5kb3cub3BlbigiaHR0cDovL3d3dy5qZWVyYW4uY29tL2FzcC1iaW4vcG9wYWRzL3BvcF9jb21tYmFubmVyYWQuYXNwIiwibWVtYmVyYWRzIiwid2lkdGg9NTAwLGhlaWdodD0xNTAscGVyc29uYWxiYXI9bm8sbG9jYXRpb249bm8sdG9vbGJhcj1ubyxzdGF0dXM9bm8sbWVudWJhcj1ubyxzY3JvbGxiYXJzPW5vIikNCndpbjIuYmx1cigpDQp3aW5kb3cuZm9jdXMoKQ0KfQ0KaWYgKG9uY2VfcGVyX3Nlc3Npb249PTApDQpsb2FkcG9wdW5kZXIoKQ0KZWxzZQ0KbG9hZG9ybm90KCkNCjwvc2NyaXB0Pg==
 حلم حياتي........*الجزء السادس*  590wmRztlo2DOMyZnMF9OtKgGEOAEBADs=
 حلم حياتي........*الجزء السادس*  YhiOfWQUEADs=
هذآ آلمنتدى آروع مآ رآيت ومآ فتحت آنه نور آلشمس و پيآض آلثلچ و سگون آلقمر مآ شآء آلله منتدى حسن حلم.
اللهم في هذا اليوم المبارك اجعله لكل الـــناس يوما مباركا فيه الدعوة لا تـرد وهبهم رزقا لا يعـد وافتح لهم باب في الجنة لا يسد واحشرهم في زمرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
http://kooralive.info

 

  حلم حياتي........*الجزء السادس*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hassan
Admin
hassan


عدد المساهمات : 1302
نقاط : 2053
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/06/2015
العمر : 64
الموقع : https://hassan22.7olm.org

 حلم حياتي........*الجزء السادس*  Empty
مُساهمةموضوع: حلم حياتي........*الجزء السادس*     حلم حياتي........*الجزء السادس*  Emptyالخميس يوليو 02, 2015 6:00 pm



*الجزء السادس*
(كيف سيكون وقع مثل هذا الخبر؟)


أفكار كثيرة أرغمت وعد على الابتعاد بعقلها عن المكان..كانت متناقضة في ما بينها ..ولكن لا شيء كان يهمها في هذا التناقض سوى تفكيرها المستمر بذلك المغرور المدعو طارق..في البداية ظنت انه شاب كغيره من الشباب..ولكنها وبعد ثلاثة ايام ادركت انه أكثر الأشخاص برودا..ولا مبالاة..ومع هذا لا زالت تفكر به و...
(وعد..هل أضع لك المزيد؟)
انتبهت وعد الى والدتها ناطقة العبارة السابقة..وقالت وهي تلتفت الى والدتها التي كانت تهم بوضع المزيد من الأرز في طبقها: كلا..لقد شبعت..
سألها والدها قائلا: لم تخبريني..كيف حال العمل معك؟..
التفت الى والدها وقالت: لم أقم بشيء يسمى عمل إلى الآن..
ابتسم والدها وقال: ماذا تعنين؟..
هزت كتفيها وقالت: التعرف على أقسام الصحيفة..ثم تدريب..وفي النهاية اكون بمثابة مستمعة وحسب..
قال والدها وهو يلتقط احد الصحف من على طاولة الطعام ويبدأ بقراءتها: بالتأكيد ستكونين كذلك فلا تزالين تحت التمرين..لا يمكنهم ان يدعوك تعملين هكذا فجأة منذ ان يتم توظيفك..
قالت وعد بضيق: لا تزد إحباطي يا والدي..اذهب الى هناك يوميا منذ الساعة الثامنة ولا أجد شيء ليشغل وقتي الا لساعة او اثنتين..
- ولم لا تقومين بكتابة المواضيع؟..
- كتبت واحدا فعلا ولكني لست مقتنعة به.. لا اظن انه بذلك المستوى الذي يستحق النشر..
وأردفت وهي تتطلع الى والدها بدهشة مصطنعة: ابي..ما هذا؟..الآن أنا اعمل في صحيفة الشرق..وعليك ان تقوم بتشجيعها.. أي تشتري صحيفة الشرق يوميا بدلا من هذه..
قال والدها مبتسما: اترك صحيفة قمت بالاعتياد على قراءتها من أجل تشجيعك..لا بد وانك تهذين..
قالت وعد بمرح: وماذا في هذا..ألـسـ...
قاطعها صوت والدتها وهي تقول: وعد هلا كففت عن عبثك هذا..أريد التحدث اليك..
التفتت وعد الى والدتها وقالت: ها انذا استمع..
صمتت والدتها للحظات ومن ثم قالت وهي تحاول انتقاء كلمات مناسبة لما ستقوله:كم عمرك الآن يا وعد؟..
ضحكت وعد وقالت: هل تتحدثين بجدية يا أمي؟..
قالت والدتها بحزم: أجل أتحدث بجدية..
ابتسمت وعد وقالت: حسنا في الثالثة والعشرين..
واردفت وابتسامتها تتسع: استغرب احيانا..كيف لأم ان لا تعرف عمر ابنتها الوحيدة..
قالت والدتها متجاهلة عبارتها: هذا يعني انك كبرت..ومن الممكن بين يوم وآخر ان يأتي أحدهم ويخطبك..
قالت وعد بملل: وهل جاء احد هؤلاء الذين تتكلمين عنهم؟..
قالت والدتها بهدوء واهتمام: ما رأيك بعماد؟..
قالت وعد وهي تلعب بالملعقة في الطبق: ابن خالي..طيب ..هادئ ورزين..
قالت والدتها وهي تتطلع اليها: وأيضا؟..
قالت وعد وهي تتنهد: و أيضا.. ذو أخلاق عالية..يحترم الجميع والجميع يحترمه..
قالت والدتها وهي تتفحص ملامحها مما ستقوله: وما رأيك فيه كزوج؟..
توقفت وعد عند هذه النقطة..وتغيرت معالم وجهها لتترك الملعقة تسقط في الطبق..وتزفر بملل..اذا كل تلك لم تكن الا مقدمات لا غير..لقد كنت اعلم منذ البداية ان هذا الاستجواب وراءه أمر ما..
والتفت وعد الى والدتها وقالت ببرود: زوج؟..ولم هل تقدم لخطبتي؟؟..
قالت والدتها متداركة الموقف: ليس هكذا..لكنه يفكر بالزواج.. ففكرت ان آخذ برأيك..
قالت وعد بملل: ابحثي عن غيري يا أمي..
قالت والدتها باستنكار: ولماذا؟..ما الذي يعيب عماد؟..
قالت وعد وهي تلوح بكفها: لا شيء.. ولكني لا اشعر تجاهه بأي شيء على الإطلاق..
مطت والدتها شفتيها وقالت: عماد شاب وسيم وطموح وثري..لا تتركيه يضيع من بين يديك من أجل أعذار واهية..وغدا ثروة اخي ستتجه لأشخاص غرباء..
(يكفي هذا.. لا ترغميها مادامت رافضة للامر)
قالها والد وعد بحزم..فقالت والدتها برجاء: ولكنه شاب ممتاز فلم ترفضه..
قال والد وعد بهدوء: ما دامت لا تفكر به كزوج..فدعيها وشأنها...
ابتسمت وعد ابتسامة باهتة لانتهاء هذا النقاش.. وأسرعت تنهض من على طاولة الطعام ومتوجهة الى الطابق الاعلى..في حين قالت والدتها وهي تهز رأسها بأسف: ستندم لأنها رفضت شاب مثل عماد..
وعادت لتتنهد..وهي تشعر بالأسى لرفض وعد لمثل هذه الزيجة...ترى أكان رفض وعد في محله؟؟....
***********
(ما هذه المسائل الصعبة؟)
قالتها فرح بعصبية وهي تحاول حل إحدى المسائل الخاصة بمادة ما..وهي تجلس عل طرف فراشها..وتعيد الحساب بالآلة الحاسبة مرارا وتكرارا..
وقالت بسخط: تبا..من اخترع هذه المسألة؟..ثم انه هو نفسه لم يعرف كيفية حلها ..أثق في هذا..
وبغتة اقتحم جو الغرفة المتوتر صوت رنين الهاتف المحمول..التي تضعه فرح على نغمة هادئة جدا..وتطلعت الى الرقم للحظات قبل ان تقول: أهلا بمن لا يسأل..
ضحكت وعد وقالت: رويدك علي..ألم نكن معا بالأمس؟..
- بلى ولكن هذا لا ينفي عنك التهمة..
- حسنا إن لم أسأل أنا أو اتصل ..اتصلي أنت..لا أظن اني الوحيدة في هذا الكون التي امتلك خدمة الاتصال بالهاتف..
ابتسمت فرح وقالت: في هذا معك حق ولكن الجامعة لا ترحم..وأظنك قد قمت بتجربتها قبلي..
وأردفت بتساؤل: والآن ما سر اتصالك بي؟..
تنهدت وعد وقالت: اذا فهمتي انني قد اتصلت لسبب ما..
- ابنة عمي وأعرفك أكثر من غيري..
قالت وعد بعد ان زفرت بحدة: عماد..يبدوا وانه حدث أمي بأمر رغبته بالارتباط..
قالت فرح بحيرة: وماذا في هذا؟..
قالت وعد وهي تسير في غرفتها وتتطلع من نافذتها بشرود: وكأنك لا تعلمين.. اني سأكون المرشحة الأولى لهذه الزيجة..
قالت فرح بعد تفكير: ولكن يا وعد..عماد بالفعل شاب جيد..فلم ترفضينه..
قالت وعد وهي لا تزال على شرودها: فرح..ان كنت لا تعلمين فأنا سأخبرك بأن حلم حياتي ان أتزوج بشخص أحمل له المشاعر في قلبي..وهو بدوره يبادلني هذه المشاعر..اي أحبه ويحبني..أفهمت؟..
قالت فرح وهي لا تزال على حيرتها: ولكنك لم تندمجي مع عماد بما يكفي.. انك لا تعرفين عنه إلا القليل بحكم زياراته القليلة لكم..
- ولو..هذا لا يعني إنني لا اعلم بأي مشاعر تربطني به..إنها القرابة ليس إلا..
قالت فرح باهتمام:اسمعي يا وعد..أنت الآن في الثالثة والعشرين..أي فكري جيدا بمن سترتبطين به بعقلك لا بقلبك..وأنت اعلم من أن أخبرك..
- لا أظن أن عماد مناسب لي..
- كما تشائين يا وعد وهذه حياتك في النهاية..ولكن فكري قبل ان ترفضي..
قالت وعد بابتسامة شاحبة: لقد رفضت وانتهى الموضوع..
ابتسمت فرح وقالت: يا لك من فتاة..
قالت وعد مبتسمة: حسنا أتركك الآن فغدا لدي عمل وعلي أن أنام مبكرة بعض الشيء..إلى اللقاء..
- إلى اللقاء..
قالتها فرح وأنهت المكالمة..وتنهدت بهدوء.. وتمتمت بصوت خفيض: من كان يصدق..وعد قد تتزوج و..
لم تكمل عبارتها والتفتت الى حيث كتبها..وهنا فقط شاهدت هشام الواقف عند باب غرفتها..وملامح جامدة وغامضة على وجهه.....
*************
تطلع عماد بصمت وشرود من نافذة غرفته الى الشارع التي تطل عليه..كان يلمح السيارات القادمة والذاهبة..ويتابعها ولكن عقله لم يكن معه..ربما لا تصدقون.. ولكنه كان يفكر بتلك الفتاة..ولم لا؟..
انه ولأول مرة يرى فتاة بجرأتها وبطريقة تفكيرها الغريبة..تبدوا جريئة وفوق هذا تظن ان لها الحق في كل شيء تظن انه ملكا لها..وهذا ما جعلها محط تفكير عماد..
أعاد شريط ما حدث اليوم معها في رأسه العديد من المرات..كلماتها لا تزال تتردد في ذهنه..وملامحها لا تزال عالقة فيه..عباراتها لا تزال تُعاد في رأسه المرة تلو الأخرى..والغريب في الأمر انه كان يفكر في البحث عن أسم مناسب لتلك الفتاة..
العديد من الأسماء مرت بذاكرته ولكن أي منها لم يكن يشعره بأنه مناسب لها..لكن يا ترى ابعد هذا التفكير من فائدة؟..انه حتى لا يعرف من تكون..فتاة رآها بالصدفة وافترقا بعدها..لم يشغل نفسه بالتفكير الآن..
أجل لم التفكير؟..عليه ان يبعدها عن ذهنه تماما....
**************
صمت تام خيم على الغرفة...وكأن الصورة قد تجمدت فيها ولم تعد تتحرك..لكن صوت الأنفاس المتردد في صدريهما اثبت عكس ذلك..وأخيرا تحركت عينا فرح وهربت بعيناها بعيدا عن هشام..وسؤال واحد أخذ يتردد في ذهنها..منذ متى وهو يقف هنا؟..
وعادت لتلفت إلى هشام لتجده وقد اقترب بعض خطوات وقال بصوت حاول ان يجعله هادئاً: هل صحيح ما سمعته؟..
قالت فرح بابتسامة مفتعلة: وماذا سمعت بالضبط؟..
قال وهو يتطلع اليها بنظرة متفحصة: كل ما قلتيه..تقريبا..
ارتبكت فرح وقالت: بالتأكيد صحيح والا ما كنت قلته..
قال بجمود: اذا وعد ستتزوج..
اتسعت عينا فرح وقالت بسرعة: كلا ليس المعنى الذي فهمته..عماد يفكر بالارتباط وقد رُشحت له ليس الا..
قال هشام متسائلا باهتمام حاول جاهدا ان لا يظهره: وماذا كان ردها؟..
قالت فرح وهي تلتفت عنه: هي رافضة للأمر..ولكن يبدوا وانها ستفكر فيه خصوصا وان والدتها تحبذ عماد كزوج لها وبالتأكيد لن يُغلق الموضوع على رفضها..
قال هشام بسخرية مريرة: وأنت لم تكذبي خبرا فأسرعت بحثها على التفكير في امر هذا الزواج وعدم رفضه..
قالت فرح وهي تمط شفتيها: هشام..انت لا تتحدث الا من منطق مشاعرك انت..ولكن ماذا عن مشاعرها هي..ماذا عن طموحاتها..وأحلامها..ألا يجوز أن يكون عماد هو الشخص المناسب لها؟..
قال بعصبية: وبأي حق يكون الأنسب لها..هل يعرفها؟..هل قضى حياته بجوارها؟..هل شاركها اللعب والدراسة؟..هل حاول مرة ان يخفف من آلامها؟..هل كان يذهب للانتقام ممن كانوا يؤذونها وهي طفلة؟..أجيبيني هل كان يفعل أي شيء لها؟..اننا حتى لم نكن نراه..لا يأتي لزيارتنا إلا نادرا..ولا يشاركنا في أي شيء..هادئ ومنطوي على نفسه طوال الوقت..هل هذا هو الشخص الأنسب لوعد يا فرح؟..هل هذا هو؟..
شعرت فرح بالألم يقطر من كلمات هشام وهو يذكر لها كل ما جمعه بوعد منذ أيام طفولتهما حتى الآن ويقارن به عماد..وأحست بالأسى لما يعانيه شقيقها ولكن ليس بيدها ما تفعله..وتنهدت بمرارة قبل ان تقول: الحب لا يأتي بالمشاركة يا هشام..ربما يكون حب الأهل والأقارب هو ما يأتي على هذا النحو..ولكن حب فتاة لشاب لا..الفتاة تبحث عمن يشاركها أفكارها وطموحاتها..من يحسسها باهتمامه..من تشعر انه متوافق معها وتشعر به قريب منها..يحسسها بمشاعر تولد داخلها كلما رأته أو سمعت صوته..
عقد هشام حاجبيه بغضب وكاد أن يهم بقول شيء ما ولكنه تراجع..وأحست فرح بغضبه ولكنها لم تحبذ أن تتحدث اليه وهو على هذه الحالة لأنه سينفجر في وجهها بكل تأكيد..وأشاحت بوجهها عنه متطلعة الى الدفتر الذي كانت تقوم بحل المسألة فيه قبل قليل..وظلت لدقيقة والصمت يغلف الغرفة..
وعندما عادت ورفعت ناظريها للمكان الذي يقف به هشام منذ لحظات..كان هذا الأخير قد اختفى من الغرفة...
***********
ابتسمت وعد بهدوء وهي تدلف الى القسم الذي تعمل به وتقول: صباح الخير جميعا..
وسمعت نادية تقول: صباح الخير آنسة وعد..كيف العمل معك؟..
اتسعت ابتسامة وعد وقالت: لم أباشر أعمالي بعد..ليتني أستطيع البدء بها..مللت من هذا الروتين المتواصل..
قال احمد بابتسامة مرحة: أتبادلينني؟..
ضحكت وعد بخفة وقالت: ان كنت ترغب في ذلك حقا..فأنا موافقة..
قال احمد بابتسامة واسعة: ليتني استطيع..لكنت تخلصت من العمل الشاق في هذه الصحيفة..
قالت نادية مستنكرة: لا ترعب الفتاة..انها الأيام الاولى لها هنا..
قالت وعد مبتسمة وهي تلتفت الى نادية: لا عليك يا استاذة نادية..انا أحب العمل بالصحافة ولن يهمني ما قد يقال عنها حتى وان كان صحيحا..
ولا تعلم ما الذي جعلها تلتفت الى طارق..منذ ان دخلت وهو لم ينطق بكلمة.. بصراحة انه لا يفعل الا قليلا وفي فترات الضرورة فقط..بالأمس فقط كانت معه باللقاء الصحفي وتتذكر نظرات الاستنكار في عينيه عندما....
(أهلا بك يا سيد..هل من خدمة نقدمها لك؟..)
انتشلها صوت أحمد من شرودها..والتفت لتتطلع الى الداخل الى القسم..وما ان فعلت حتى ارتفع حاجباها واتسعت عيناها بذهول..ثم ما لبثت ان قالت بدهشة واستغراب وعينيها معلقتان بذلك الشاب الواقف عند باب القسم: هشام..
قال أحمد متسائلا: هل تعرفينه يا آنسة وعد؟..
القى هشام عليه نظرة صامتة..وعاد ليلتفت إلى وعد التي قالت ودهشتها لم تفارقها بعد: أجل انه ابن عمي..
وأردفت متسائلة: ما الذي جاء بك الى هنا يا هشام؟..وكيف سمحوا لك بالدخول الى هنا؟..
تقدم هشام بضع خطوات من مكتبها وقال: لقد أخبرتهم بأنني ابن عمك وأود الحديث اليك في موضوع هام ولا يحتمل التأجيل..وبعد أن تأكدوا من هويتي..سمحوا لي بالدخول..
وأردف بحزم: هل لي ان أتحدث معك على انفراد قليلا يا وعد؟..
قالت وهي تعقد حاجبيها بتساؤل: هل الأمر مهم الى هذه الدرجة؟..
أومأ برأسه ايجابيا..فقالت بابتسامة باهتة: فليكن..انتظرني هنا ريثما أطلب من رئيس التحرير منحي اجازة لمدة ساعة..
ونهضت من خلف مكتبها..لتتجه نحو خارج القسم..وما لبث أن ناداها هشام..فالتفتت اليه قبل ان تخرج بحيرة فقال وهو يزفر بحدة: اجعليها ساعتين..
هزت كتفيها وقالت: هذا اذا وافق رئيس التحرير على الاجازة..
وأردفت متحدثة الى أحمد: أستاذ أحمد اطلب قدح من القهوة لابن عمي هشام على حسابي ريثما أعود..
قالتها وغادرت المكان..في حين التقط احمد سماعة الهاتف ليقوم بطلب القهوة لهشام..أما هذا الأخير فقد جلس على مقعد مواجه لمكتب وعد..وتطلع حوله بهدوء..هناك شابان وسيدة..أحد الشابين ذا ملامح وسيمة والآخر مع انه يفوق الأول لمرات بوسامته الا انه يبدوا عليه البرود من تصرفاته ونظراته..التي لم تكن تتعلق الا بما على مكتبه..حتى انه لم يتطلع اليه منذ أن دخل..
التفت ليتطلع الى أحمد..لا يبدوا مرتبطا على الرغم من انه يبدوا في الثلاثين من عمره..فأصابعه لا تحتوي على خاتم زواج أو خطوبة..والآخر كذلك..اي قسم أقحمت به وعد الملئ بالشباب العازبين؟..فتاة مثلها يمكن أن تأسر أي شخص بمرحها وحيويتها..بشخصيتها الفريدة..وبابتسامتها العذبة التي ...
ابعد الافكار عنه وهو يلمح ذلك العامل وهويضع قدح القهوة أمامه..وقال وهو يلتقطه: شكرا..
ابتعد العامل عنه مغادرا القسم..وقال أحمد في تلك اللحظة محاولا تحطيم الصمت الذي غلفهما نظرا لشخصيته العفوية ببدء الحديث: سيد هشام..أهنئك على ابنة عمك..فلها مستقبل باهر بالصحافة..
لم يعلم أحمد انه بكلماته تلك انما يزيد الطين بلة..وقال هشام ببرود شديد: أشكرك على المجاملة..
سأله أحمد قائلا: وماذا تعمل أنت يا سيد هشام؟..
ارتشف هشام القهوة ثم قال: مهندس في إحدى شركات المقاولات..
وجاءت وعد في تلك اللحظة..فقال هشام في سرعة: هل نمضي؟..
أومأت برأسها..فغادر معها القسم..وتوجها نحو قسم المصاعد وسألته وعد قائلة بفضول: أي امر مهم لهذه الدرجة جعلك تتكرم وتقوم بزيارتي في عملي؟..
قال هشام وهو يدلف الى داخل المصعد: ستعرفين بعد قليل..
شعرت بالقلق وقالت وهي تدلف خلفه الى المصعد: هل حدث أمر ما لفرح؟..
قال وهو يهز رأسه نفيا والمصعد يهبط بهما الى الدور الأرضي: الجميع بخير..لا تقلقي..
- اذا ماذا هناك؟؟
قال وهو يتنهد: اريد الحديث معك في موضوع ..هذا كل ما في الأمر..
قالت بعصبية بالرغم منها: وهل هذا يستدعي اخراجي من العمل ..وعدم ذهابك انت بدورك لعملك..لقد ظننت ان امرا سيئا قد حدث..
- كنت أود الحديث معك على انفراد..
- ألا ينتظر هذا الأمر للغدأو بعد ان انتهي من عملي؟..
وصل المصعد في تلك اللحظة الى الدور الأرضي..فالتزما الصمت حتى وصلا الى مواقف الصحيفة..فقال حينها: لقد حاولت تأجيله ولكن...
صمت دون أن يكمل..فقالت وعد وهي تلتفت له: ولكن ماذا؟..
تنهد مرة أخرى وقال: لاشيء..تعالي معي في سيارتي..سنذهب الى احد الأماكن لنتحدث بهدوء..
أوقفته وعد بأن أمسكت بذراعه بهدوء وقالت بقلق: هشام..انت لا تبدوا طبيعيا..اخبرني الحقيقة هل حدث شيء لأحد من أهلي ..
التفت لها وقال بابتسامة شاحبة: اقسم انه لم يحدث لهم شيء..ولكني متعب فقط ..لا تقلقي..
وتوجه الى سيارته ليحتل مقعد القيادة..واحتلت وعد المقعد المجاور له ..وما ان انطلقت بهما السيارة حتى قالت وعد: والآن ما الأمر؟..
ظل صامتا ولم يجبها..فقالت وعد وهي تلتفت له بحيرة: هشام..هل هو أمر يتعلق بي أم بك؟..أخبرني بهذا على الأقل..
أوقف السيارة بغتة على جانب الطريق الرملي..وقال وهو يلتفت لها: يتعلق بكلانا..
أحست بالدهشة مما يقوله وقالت: تحدث اذا لا تظل صامتا هكذا..وأحاول جاهدة جعلك تتحدث..
عقد حاجبيه بغتة وقال مباشرة: هل صحيح انك ستتزوجين؟..
ارتفع حاجباها بغرابة وقالت: من قال هذا؟..
احتد وقال: الم يتقدم عماد لخطبتك؟..
قالت وهي تلوح بكفها: ابدا..لم يحدث هذا..كل مافي الأمر..انه يفكر بالزواج..وأمي اخذت رأيي بالأمر..وقد رفضت وانتهى الأمر..
سألها قائلا: ولماذا ترفضين شاب ثري ووسيم وطموح مثل عماد؟..
التفتت عنه لتتطلع من النافذة وقالت: لانني وبكل صراحة لا أحمل له أي مشاعر خاصة..لا شيء يربطني به سوى القرابة..انني حتى لا اعرفه جيدا..كنت اراه لفترات بسيطة عندما يأتي لزيارتنا..كيف اقبل بشاب لا اعرف عنه الا اقل القليل؟..
ارتخت عضلات هشام واحس بالراحة لكلماتها..فإن رفضها هذا يعني انه لا مجال للتراجع عنه..وهو يعلم كم هي عنيدة ومن الصعب ردعها عن قرار اتخذته..
وسمع وعد تسأله في تلك اللحظة: ولكن كيف علمت بالأمر؟..
- سمعت فرح وهي تتحدث اليك عن طريق الصدفة..
ابتسمت وعد وقالت: الصدفة ام انك كنت تسترق السمع؟..
قال وقد عادت له سخريته: لن استرق السمع من أجل امر تافه كهذا..
قالت بسخرية بدورها: أمر تافه..وأخرجتني من العمل لأجله..
وأردفت باهتمام: ولكن حقا أنت ايضا لم تذهب لعملك اليوم..امن اجل هذا الأمر..
- قمت بأخذ اجازة لساعتين..
قالت متسائلة بتردد وقد عادت اليها كلمات فرح لها بشأن مشاعر هشام تجاهها: و هل هذا الأمر يهمك الى هذه الدرجة؟..
هز كتفيه وقال: بالتأكيد..ألست ابن عمك؟..
ابتسمت وعد وقالت: ابن عمي ولست والدتي لتهتم ان كنت قد خطبت أم لا..
ولما لم يعلق على عبارتها قالت: ما بالك متجهم هكذا..لم ارى ابتسامتك منذ أن خرجنا..
شرد هشام وحدث نفسه قائلا حلم حياتي........*الجزء السادس*  Icon_sadتريدين ان ترين ابتسامتي يا وعد..كيف للحزن والسعادة ان يلتقيا ..ليتك فقط تفهمين معنى كل ما افعله..ولكنك اما تتجاهلين الأمر ولا تهتمين له..او ربما لا تفهمينه حقا)..
عقدت وعد ساعديها امام صدرها لما شاهدته على شروده وقالت: اعدني الآن الى الصحيفة..
قال وهو يلتفت لها: لم تنتهي اجازتك بعد..
- اعلم ولكنك صامت أو شارد طول الوقت..هل تريدني ان اتحدث مع الحائط..
قال بابتسامة: لا يوجد حائط بالسيارة ..ركزي على ما تقولين..
ارتبكت وقالت: فليكن..المهم أريد ان اعود الى الصحيفة..
مال نحوها قليلا وقال: ما رأيك ان ادعوك على شيء تحبينه..
- ماذا تعني؟..
- الكعك الذي تحبين..
ابتسمت وقالت: ان كان الأمر يتعلق بالكعك فأنا موافقة..
- ولكن حاذري ان لا تصابي بالسمنة..
قالت بنظرة حانقة: اصمت..
ضحك وقال وهو يدير مقود القيادة وينطلق بالسيارة: لا داعي للغضب..يمكنك عمل حمية بعد أن تصابي بالسمنة..
لم تجبه وعد وهذا ما أثار استغرابه..فقال مبتسما: ما الامر ألم تغضبك كلماتي..أأنا خفيف الدم الى هذه الدرجة..
- بل ثقيله..والى أقصى درجة ايضا..
وأردفت بابتسامة رقيقة:ولكني أشعر بالسعادة لأنك عدت الى طبيعتك..فهذا هو هشام الذي أعرف..
خفق قلب هشام في قوة ..منذ متى وانت رقيقة معي يا وعد..منذ متى وانت تتحدثين الي بهذه الطريقة الحانية..ربما لأننا لوحدنا فقط..وربما لأني لم أحاول اثارة غضبك..وربما لأني اعني لك شيئا على الأقل..
وقال بابتسامة حانية: ومن لا يستطيع ان لا يعود الى طبيعته..وأنت معه..
وانطلق بالسيارة وكلمات وعد له تتردد في اذنه..وتجعله يحيا في عالم من الأحلام..وربما لن تلبث أن تتحطم على صخرة الواقع..أقول ربما..ولا أحد يعلم ما قد يخفيه القدر لأي منهم....
************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassan22.7olm.org
hassan
Admin
hassan


عدد المساهمات : 1302
نقاط : 2053
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/06/2015
العمر : 64
الموقع : https://hassan22.7olm.org

 حلم حياتي........*الجزء السادس*  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلم حياتي........*الجزء السادس*     حلم حياتي........*الجزء السادس*  Emptyالخميس يوليو 02, 2015 6:02 pm

*الجزء الخامس*
(هل سيمضي الأمر على خير؟)


انشغلت وعد بترتيب الموضوع الذي أنهته منذ لحظات وبتعديل الأخطاء الإملائية ..وابتسمت برضا وهي ترى الموضوع النهائي بعد التعديلات و....
( آنسة وعد..)
صوت بارد كالثلج عرفت وعد صاحبه على الفور.. ورفعت ناظريها إليه وان كانت لا تزال تشعر بالحنق من تصرفه الأخير معها..وما أثار استغرابها هو انه قد ناداها..لا بد ان أمر ما قد حدث.. او انه يود توجيه عبارة محرجة لها..ورفعت رأسها إليه وبنظرات باردة تطلعت اليه وقالت: ماذا؟..
قال وهو يقف عند الباب: لدينا مقابلة صحفية..مع احد المسئولين.. هيا..
عقدت وعد حاجبيها باستغراب وقالت متحدثة إلى نفسها: (يقول لدينا.. بمعنى أنا وهو الذين سنقوم بتلك المقابلة الصحفية..أنا اذهب مع لوح الثلج هذا.. لابد إن أعصابي ستتحطم..قبل أن نكمل نصف الطريق فقط..)
وقال طارق ببرود اشد وهو يراها لم تبرح مكانها بعد: لا أريد أن نتأخر..أسرعي هيا..
مطت وعد شفتيها وتطلعت إليه بنظرة تقول (الم يجدوا سواك لأذهب معه؟)..
طارق الذي لم يأبه بها..مضى في طريقه بصمت وتوجه نحو المصعد ليستقله..ووعد التي تبعته بخطوات مسرعة بعض الشيء..لأنها تعلم بأنه لن يلبث أن يغادر من المكان دون أن يبالي بأحد..ففي النهاية هو ليس سوى شخص لا يهتم إلا بنفسه..
استقلت المصعد الذي صعد به منذ لحظات وهبطا الى الطابق الأرضي مع بعض الموظفين..وخرجا من المبنى الى ان وصلا الى مواقف السيارات..رأته يتوجه الى سيارته..ويتوقف عندها للحظات ..وحين شاهدها تتوجه الى سيارتها قال: الى اين؟..
قالت وهي تمط شفتيها: سأستقل سيارتي..
قال وعلى شفتيه شبح ابتسامة ساخرة: وهل تعرفين الطريق الى حيث سنذهب؟..
قالت بتحدي: سأتبعك بسيارتي..
هز كتفيه بلا مبالاة واستقل سيارته وانطلق بها..دون ان يلقي على وعد نظرة اخرى..وعلى الجانب الآخر .. كان ما يخيف وعد ان لا تكون أهل للتحدي الذي وضعت نفسها فيه منذ لحظات..وان تضيع في شوارع المدينة دون ان يكون لها العلم حتى بالمكان الذي سيذهبان اليه..
والقلق كان يرسم طريقه الى وجهها وملامحها..وهي تحاول ان تتبع سيارة طارق بدقة..وكلما فصلتها عن سيارته سيارة او أخرى يزداد قلقها اضعافا..
ومضى هذا الأمر على خير.. إذ وصلا أمام شركة ضخمة للمقاولات..وأوقفت وعد سيارتها في إحدى مواقف تلك الشركة.. وهي تشعر بالانبهار من ضخامة هذه الشركة..وخرجت من سيارتها وقالت وكأنها تتحدث الى نفسها: كبيرة جدا..
ومع ان طارق قد سمع ما قالت الى انه قال ببرود وهو يسير باتجاه المدخل: اتبعيني..
شعرت وعد بالضيق.. أيظنها سكرتيرته الخاصة حتى تتبعه.. إنها صحفية مثلها مثله.. لا يحق له التعالي عليها..وفي عناد أسرعت تسير حتى باتت تسير إلى جواره تقريبا.. ونظراتها مليئة بالتحدي.. بينما نظراته لا تختلف عن البرود الذي تحملانه..
وصعدا بالمصعد الى الطابق الثامن..وعد كانت صامتة تتحاشى حتى النظر اليه..اما هو فقد كان يقرأ ورقة ما.. ويخط عليها بضع كلمات إضافية..استغربت وعد عمله هذا وتساءلت بداخلها..ترى ماذا يفعل..ما هذا الموضوع الغارق في قراءته..والمندمج في تعديله؟..
لم تشأ سؤاله..ووصل المصعد في تلك اللحظة الى الطابق الثامن..فخرج طارق اولا وسار في طريقه دون ان يلتفت الى الوراء ويتأكد ان وعد تسير خلفه..وكأنه قد نسي وجودها تماما او ربما يتناسى..
توجه الى حيث مكتب السكرتيرة وقال : اود مقابلة المدير العام من فضلك..
رفعت السكرتيرة رأسها اليه وقالت: هل يوجد موعد سابق؟..
اومأ طارق برأسه ايجابيا فقالت السكرتيرة: حسنا..ومن يود لقاءه؟..
قال طارق وهو يناولها بطاقته المهنية: طارق جلال..صحفي من صحيفة الشرق..
عقدت وعد حاجبيها وهي تستمع الى ما قاله.. انه حتى لم يذكر اسمها..وكأنها ليست موجودة معه..او ستحضر هذا اللقاء الصحفي برفقته..اي شخص هذا..
ولم تمض بضع دقائق حتى خرجت السكرتيرة من مكتب المدير العام وقالت: تفضل يا استاذ طارق..ان المدير العام ينتظرك..
ومن ثم فتحت له باب المكتب حتى يدلف الى الداخل ومن خلفه وعد..وما ان وطئت قدما وعد المكتب..حتى رفعت حاجبيها إعجاباً بفخامة المكان..وأثاثه الراقي الذي يعكس ثراء هذه الشركة.. وشاهدت طارق يصافح المدير العام ويقول: هل نبدأ الآن يا سيد فؤاد..أم انك تود مراجعة الأسئلة أولاً..
قال السيد فواد بابتسامة دبلوماسية: كلا ابدأ الآن..لا حاجة لمراجعة الأسئلة..
وشاهدته وعد يتطلع الى تلك الورقة التي كان يخط عليها بضع كلمات قبل قليل..إذا هذه هي الأسئلة التي سيسألها للمدير العام خلال اللقاء الصحفي..
قال السيد فؤاد في تلك اللحظة وهو يشير الى الأريكة: تفضلا من فضلكما..
ثم التفت الى وعد وقال: لم تعرفني بالآنسة..
قال طارق بلامبالاة: الآنسة وعد..صحفية جديدة في صحيفة الشرق..ولا تزال تحت التمرين..
صافحها السيد فؤاد ومن ثم قال متسائلا: ماذا تفضلان ان تشربا؟..
قال طارق ببرود: نشكرك كثيرا..لكننا نود انهاء عملنا أولاً..
وأردف طارق وهو يخرج من جيب سترته جهاز تسجيل: أأنت مستعد يا سيد فؤاد؟..
- اجل..
ضغط طارق زر التسجيل وبدأ في طرح الأسئلة..ووعد تراقب ما يفعله.. تراقب كيفية طرحه للأسئلة..وكيف يمكنه تدارك موقف رفض السيد فؤاد للإجابة..وكيف يمكنه إقناع هذا الأخير بوجهة نظره..إذاً لهذا جاءت معه..حتى ترى بنفسها وتفهم كيفية التصرف مع أي شخص ستقوم بعمل لقاء صحفي معه..وكيف يمكنها السيطرة على أي موقف تواجهه..
وظلت تراقب اسألة طارق المتواصلة للسيد فؤاد..ولما وجدت الأول قد صمت للحظات..قالت: سيد فؤاد..هل لي بسؤال؟..
انزعاج واستغراب هو ما كانت تعبر عنه ملامح طارق..لقاء تدخلها في اللقاء الصحفي والذي قد يفسد الأمر..والتفت لها بملامح باردة ومنزعجة..لكن وعد قالت بجرأة: لقد سمعت ان بعض الموظفين في الشركة..يحصلون على رشوى من العملاء..اهذا الحديث صحيح؟..وما رأيك به؟..
ارتفع حاجبا طارق في استغراب من حديث وعد..انها المرة الأولى التي تأتي الى هذا المكان..هذا اولاً..وثانياً كيف تمتلك الجرأة لسؤال مباشر كهذا..
في حين تطلع اليها فؤاد وقال وهو يعقد حاجبيه: من اين سمعت مثل هذا الحديث؟..
قالت بحزم: ليس المهم المصدر.. المهم هو ان كان صحيحا ام لا..
قال السيد فؤاد بثقة: بالتأكيد لا..فالعمل هنا يسير بدقة..وهناك رقابة شديدة ولا يمكن لأي من الموظفين ان يستلم رشوى من أي عميل..
هنا قال طارق محاولا تغيير دفة الحديث: يقال انك ستزيد من ارباح شركتك لهذا العام..هل صحيح ما يقال؟..وكيف؟..
أجابه فؤاد عن سؤاله..واستمر اللقاء الصحفي..ووعد لم تحاول ان تتدخل فيما بعد وآثرت لصمت..كانت تريد ان تتأكد من مقدرتها على طرح الأسئلة ومن كونها قادرة على مواجهة أي موقف توضع فيه..وايضا..وبصراحة كانت تريد ان تتحدى طارق وتريه أي فتاة هي..وان عليه ان لا يقلل من شأنها بعد اليوم....
*********
(هشام..عد إلى المنزل..تبدوا مرهقا)..
قالها احد الموظفين..والذي يشترك مع هشام بالمكتب ذاته..فقال هذا الأخير بابتسامة باهتة: لست كذلك..لا تحاول..لا تصلح لأن تكون طبيبا..
قال زميله مبتسما: ومن قال إنني أفكر بمهنة الطب من الأساس..
وأردف بجدية: ولكن حقا يا هشام..أنت تبدوا متعبا وكأنك لم تنم بالأمس..
تنهد هشام..واسند رأسه الى مسند المقعد بتعب..ان ما يقوله زميله صحيح..هو لم ينم بالأمس..وكل هذا بسبب شجاره مع وعد..أحس بتأنيب الضمير لما قاله لها ..وكاد ان يتصل بها منتصف الليل ليعتذر عن تصرفه معها.. ولكن أمرين منعاه من ذلك..لم يكن يريد مضايقتها وإيقاظها من نومها..وأيضا لم يكن يريد إهدار كرامته..وهي حتى لم تكترث لما حدث..ولكنها اتصلت به..وحاولت ان تجعله ينسى المشادة التي حصلت لهما بالأمس..و...
وعد..وعد..وعد..الا توجد فتاة في العالم غير وعد ليفكر فيها..كيف لا..وهو يحبها...لا بل يعشقها.. لقد فتح عينيه على الدنيا ليجدها الى جواره..تلعب وتضحك..تدرس وتبكي..كل هذا أمام عينيه..انه يعرف وعد أكثر من نفسه..يعرف ما يغضبها..وما يفرحها..ما يحزنها..وما....
ابتسم ابتسامة مريرة وساخرة لنفسه..الآن هو يحمل نفسه ذنب انه قد تشاجر معها بالأمس..وهي لا بد انها قد نست الأمر تماما ولم تهتم إن كان يحدثها أم لا..على العكس ستشعر بالسعادة لأنها سترتاح من اتصالاته المتكررة لها..
خطر في رأسه بغتة أن يرسل لها رسالة قصيرة..على الأقل بديلا عن الاعتذار الذي لا يستطيع ان ينطق به..أخرج هاتفه المحمول من جيبه وكتب رسالة قصيرة لوعد تقول (أتعلمين منذ ان علمت انك تعملين بجريدة الشرق..توقفت عن شرائها)..
تردد في إرسالها..ربما يزيد النار حطبا هكذا..او ربما تتضايق من رسالته..او...
ابعد هذه الأفكار عن رأسه وأرسل الرسالة القصيرة في سرعة..قبل أن يتردد مرة أخرى ولا يرسلها..ترى استفهم وعد ما بين السطور و الاعتذار الذي أرسله مع هذه الرسالة ؟؟..
**********
سار طارق ووعد خارجين من الشركة..وتلك الأخيرة كانت تشعر ببعض التعب..فتطلعت الى ساعتها وشاهدت ان موعد العمل لم ينتهي بعد..وبقي على انتهاءه حوالي الساعتين..تريد ان تعود الى المنزل في سرعة حتى ترتاح قليلا و...
(كيف تسألينه مثل هذا السؤال؟..)
انتبهت على طارق الذي وقف للحظات والتفت عليها ليسألها السؤال السابق..وتطلعت إليه للحظات للتأكد ما اذا كان منزعج مما فعلته..أم متقبل الأمر على الأقل..
لكن ملامحه كانت أكثر جمودا من أن توضح أي شيء بداخله..وقالت أخيرا وهي تهز كتفيها: خطر بذهني..وأردت ان اسأله هذا السؤال..
قال طارق وهو يعقد حاجبيه: ومن أين علمت بأمر الرشوى تلك؟..
ابتسمت بالرغم منها وقالت: كان الأمر مجرد حيلة لا أكثر لاستدراجه في الحديث..
صمت طارق وسار مبتعدا عنها الى سيارته..وأحست بأنه على الأقل غير رافض لما فعلته..وانه قد تقبل الامر..ثم عليه ألا ينسى إنني صحفية مثلي مثله ومن حقي توجيه الأسئلة خلال أي مقابلة صحفية..
دلفت الى سيارتها وكادت ان تنطلق بها لولا ان سمعت صول نغمة وصول الرسائل بهاتفها المحمول..من سيرسل لها رسالة في هذا الوقت..بالتأكيد فرح..فهشام قد تشاجرت معه بالأمس و...
التقطت هاتفها المحمول من جيبها..وفتحت الرسالة والتي كانت من هشام..استغربت كون ان هشام قد ارسل لها رسالة وخصوصا وإنهم بالأمس فحسب قد تشاجرا..ربما يكون قد نسي الأمر..أو ما عاد يهمه..قرأت الرسالة بسرعة..ثم لم تلبث ان ابتسمت..هشام هو هشام..لن يتغير ابدا..أتجيب على رسالته ام لا..أليست غاضبة مماحدث بالأمس ومن اسلوبه في الحديث معها؟..حسنا لا بأس.. هي أخطأت وهو أخطأ..لقد تعادلا اذا..فلم الغضب؟..
اتسعت ابتسامتها وهي تترسل له رسالة تقول (أفضل..)..ولم تلبث ان انطلقت بالسيارة.. في طريقها للعودة الى مبنى الصحيفة..
********
فتح عماد باب المنزل في هدوء ودلف الى الداخل..وصعد الى الطابق الأعلى حيث غرفة نومه ..دلف الى داخل غرفة النوم وخلع ربطة عنقه..وما ان فعل حتى سمع صوت طرقات على الباب..التفت الى حيث الباب ..وتوجه اليه ليفتحه قائلاً: ما الأمر اماه؟..
قالت له والدته وهي تمنحه فاتورة ما: لقد قمت بشراء فستان من متجر (رونق)..ولكنه كان بحاجة الى بعض التعديلات..لذا تركته هناك حتى استلمه اليوم..هل لك ان تذهب الى هناك وتستلمه بدلا مني؟..
التقط الفاتورة منها وقال بابتسامة هادئة: بالتأكيد..
وخرج خارج الغرفة..ليتوجه نحو الطابق الأسفل ومن ثم نحو سيارته لينطلق بها..وفي ذلك الشارع المجاور للمتجر..كان هناك ازدحام للسير..وقال مستغربا: هل هناك مناسبة ما..هذا الأسبوع وأنا لا اعلم..
و بالكاد وبعد ربع ساعة تقريبا استطاع العثور على موقف لسيارته..وكاد ان يوقف سيارته به..لولا ان شاهد سيارة أخرى تهم بالدخول في الموقف ذاته..فرفع حاجبه وقال مستنكرا: أبحث عن موقف لمدة ربع ساعة..لأترك هذه السيارة تدلف اليه..هذا ما ينقصني الآن..
شاهد صاحبة السيارة والتي لم يتبين ملامحها جيدا تشير له بأن يتراجع للوراء..حتى توقف سيارتها هي بالموقف..فقال باستهزاء: وأيضا تظن ان لها الحق في ان توقف سيارتها في هذا الموقف..
وسمعها تطلق بوق سيارتها ليتراجع..لكنه بدوره اطلق بوق سيارته حتى تتراجع هي..رفعت تلك الفتاة حاجبيها بدهشة وقالت: إلى متى سيستمر الوضع هكذا؟..فليبتعد..أريد إيقاف سيارتي..
أطلقت بوق السيارة من جديد..ولما وجد عماد ان الوضع هكذا خاطئ وخصوصا وان السيارات التي خلفه بدأـ تطلق صيحات الانزعاج..قرر الابتعاد والبحث عن موقف آخر..وتراجع للوراء ليواصل السير في ذاك الشارع..في حين أوقفت تلك الفتاة سيارتها بالموقف وهي تقول براحة: وأخيرا..
وعلى الجانب الآخر استغرق عماد عشر دقائق اضافية حتى عثر على الموقف..وأوقف سيارته به وقال بسخرية وهو يخرج من السيارة: هذا ضريبة كوني رجلا..وشهما مع الفتيات اللاتي لا يستحقن..
توجه نحو المتجر ودلف اليه..وما ان وطأت قدماه المتجر حتى رآها..نفس الفتاة التي كانت بتلك السيارة..صحيح انه لم يرى ملامحها بوضوح..ولكنه متأكد من انها هي..خصوصا مع تلك النظارة الشمسية التي ترفع بها خصلات شعرها البني الناعم..
ابتسم بسخرية بينه وبين نفسه لهذه الصدفة الغريبة..وتوجه نحو البائعة ليقول بصوت هادئ وهو يقدم اليها الفاتورة: من فضلك يا آنسة..هذه فاتورة لفستان قمنا بشرائه بالأمس..وقد احتاج بعض التعديلات..هل هو جاهز؟..
التقطت البائعة الفاتورة منه..وتطلعت اليها للحظة ومن ثم قالت: آه..أجل..لحظة واحدة فقط..سأرسل من يحظره لك من متجر الخياطة المجاور..
أومأ عماد برأسه بهدوء..وأرسلت البائعة احد موظفيها الى هناك..ولم ينتبه عينا تلك الفتاة التي كانت تختلس نظرات متفرقة اليه..كانت تتحدث الى نفسها قائلة حلم حياتي........*الجزء السادس*  Icon_sadانه هو..ذلك الشاب الذي رفض الابتعاد عن الموقف..ثم لم يلبث ان ابتعد وترك المجال لي..انا متأكدة..)
ثم لم تلبث ان اختارت احد الفساتين و توجهت الى حيث البائعة وقالت: كم سعر هذا الفستان يا آنسة؟..
تطلعت البائعة الى البطاقة الصغيرة المعلقة بالفستان وقالت: مئة وأربعون قطعة نقدية..
قالت الفتاة: أعني بعد التخفيض..
أخذت البائعة بحساب المبلغ باستخدام الآلة الحاسبة ومن ثم قالت: تسعون قطعة نقدية..
قالت الفتاة وهي تخرج من محفظتها بطاقة ائتمانية: وهل تقبلون البطاقات الائتمانية؟..
قالت الموظفة في هدوء: كلا..
صمتت الفتاة للحظات ثم قالت: حسنا سأذهب وسأعود بعد دقائق..
قالتها وغادرت المتجر..في حين تقدم عماد من البائعة وقال: ألم يصل الفستان بعد؟..
قالت البائعة بابتسامة: لحظات ويصل يا سيدي..
لمح في تلك اللحظة الفستان الذي تركته الفتاة..لم يجدها في المتجر وعلم انها قد غادرت..لهذا التقط الفستان من على الطاولة الموجودة أمام البائعة..وتطلع اليه..انه ينم عن ذوق جميل..يبدوا فستانا انيقا وجميلا..بالإضافة الى انه هادئ الألوان..سوف يقوم بشرائه من أجل وعد..فعيد ميلادها لم يتبق له الكثير..
وقال متحدثا إلى البائعة: سوف أقوم بشرائه..
قالت بلامبالاة: تسعون قطعة نقدية من فضلك..
وشاهدت ذلك الموظف الذي ارسلته منذ دقائق الى محل الخياطة..وهو مقبل عليهما وفي يده كيس..التقطت البائعة الكيس من عند الموظف وقدمته لعماد الذي اخذه وقال: شكرا..وماذا عن الآخر..
قالت بابتسامة باهتة: ان كنت تريده فسأضعه في الكيس..
أومأ برأسه وقدم لها النقود..وما كاد أن يلتقط الباقي منها..حتى سمع صوت تلك الفتاة وهي تقول: لقد أحضرت النقود المطلوبة..هل يمكنني استلام الفستان الآن؟..
التفت عماد إليها وعلم إنها تعني بذلك الفستان الذي قام بشرائه قبل قليل.....
**************
الجميع قد غادر القسم منذ نصف الساعة إلا طارق الذي انشغل بإعداد التقرير للقاء الصحفي..وما ان انتهى حتى تنهد بهدوء ثم حمل الأوراق والملف معه ونهض من على مكتبه..استعدادا للمغادرة..
وما ان سار مبتعدا عن المكتب بضع خطوات حتى عاد أدراجه..بعد ان لمح ورقة على المكتب الخاص بوعد..عقد حاجبيه باستغراب والتقطها من على المكتب..والتهمت عيناه الكلمات في سرعة ..وما ان انتهى منه حتى قال بهدوء: جيد..
ووضعه بين أوراقه وغادر القسم بخطوات هادئة..
**********
التفت عماد على تلك الفتاة والتي ظن انها ستغادر المتجر ولن تعود..وهاهي قد عادت..وهو قام بشراء الفستان الذي اختارته..ما الذي ستفعله الآن؟..
هز كتفيه وقال بلامبالاة محدثا نفسه: (وماذا يهمني أنا؟..لم يطلب احد منها المغادرة..)
وتوجه ليغادر المتجر..وسمع تلك الفتاة تقول باستنكار قبل ان يغادره : ماذا قام بشرائه؟..
- اجل..
قالت الفتاة في سرعة: حسنا..أليس لديك فستان آخر غيره؟..
- كلا.. انه الأخير..
قالت الفتاة وهي تعقد حاجبيها: أمتأكدة؟..
أومأت البائعة برأسها ايجابيا..فتنهدت الفتاة بحنق وأسى على الفستان الذي ناسب اختيارها اخيرا بعد عشرات المحلات التي دلفت اليها ولم يعجبها أي منها..
واستدارت مغادرة..وهنا استطاعت ان تراه..هو من قام بشرائه..ربما لو تحدثت اليه يقبل ان يتنازل عنه ويبيعني اياه..ولكن...ألا يعد هذا جرأة مني...
قالت الفتاة مبتسمة بمكر وهي تتحدث الى نفسها حلم حياتي........*الجزء السادس*  Icon_sad ومن قال اني لست كذلك؟..)
وأسرعت إلى حيث يقف عماد ونادته قائلة بصوت مرتفع بعض الشيء: لحظة واحدة من فضلك يا سيد..
التفت اليها عماد..وعقد حاجبيه بغرابة وقال: هل من شيء؟..
قالت الفتاة بارتباك وتردد: الفستان الذي قمت بشرائه..
قال وهو يتطلع الى الكيس الذي بيده: ما به؟..
قالت وهي تزفر بحدة: لقد قمت باختياره..وقررت شرائه قبلك..أليس كذلك؟..
رفع حاجباه باستنكار وقال: وبعد؟..
قالت بتردد أكبر: هو الأخير في هذا المتجر..ولم يبقى سواه.. ومنذ مدة أبحث عن فستان كهذا..هل..هل بإمكانك بيعي إياه؟..
قال وعيناه تتسعان استنكارا: لا بد وانك تمزحين..
قالت في سرعة: استمع إلي..سأقوم بدفع مبلغ أكبر من المبلغ الذي قمت بدفعه انت لشراء هذا الفستان..ما رأيك؟..
قال مستهزئا: أتظنين إنني أفكر بفتح متجر للملابس..ام إنني محتاج لنقودك هذه؟..
فكرت قليلا ثم قالت برجاء: انني احتاجه للغد..لم يعد لدي الوفت الكافي للبحث عن آخر..
قال وهو يمط شفتيه: ليست مشكلتي..
قالت بسرعة وهي تلتفت للبائعة:حسنا انتظر قليلا..
وقالت متحدثة الى البائعة: متى ستحضرون مثل هذا الفستان مرة اخرى..
قالت البائعة في هدوء: ربما بعد اسبوع..
عادت الفتاة لتلتفت الى عماد وقالت: أتحتاجه قبل هذه الفترة يا سيد؟..
هز عماد رأسه نفيا بهدوء..فأسرعت الفتاة تقول: حسنا ما دام الأمر كذلك..سأقوم بشرائه منك...ويمكنك ان تأتي الى هنا بعد هذا الأسبوع لتشتري آخر..
قال وهو يعقد حاجبيه: وما الذي يضطرني الى هذا؟..
هزت الفتاة رأسها وقالت: لا شيء..لكن انت لن تخسر شيئا لو تنازلت لي عنه..اما انا فسأخسر الكثير..
صمت عماد لفترة ..فقالت الفتاة برجاء: لن يضرك ان تعود الى المتجر مرة أخرى بعد اسبوع..سأقوم بشراءه منك بالمبلغ الذي تريده..
تحدث عماد أخيرة بعد دقيقة من الصمت وقال: حسنا..يمكنك أخذه..
قالت بسعادة: احقا..أشكرك كثيرا ياسيد..صدقني لن انسى جميلك هذا ابدا..
قدم لها عماد الكيس بهدوء وكاد ان يغادر فقالت بسرعة: انتظر..لم أمنحك النقود بعد..
- لا يهم..
عقدت الفتاة حاجبيها وقالت بضيق: لست معتادة ان اقبل هدايا من أشخاص لا اعرفهم.. اما ان تأخذ النقود..او تعيد أخذ الفستان..
قال عماد بسخرية: فليكن..أعطني اياه اذا..
قالت الفتاة بارتباك: اتمزح؟..
ابتسم عماد لأول مرة منذ ان حدث هذه الفتاة وقال: لا لست أمزح..
رفعت له يدها بالكيس وقالت : فليكن ..خذه..
اتسعت ابتسامته وقال: أين النقود؟..
شعرت الفتاة بالسعادة..لأنها فهمت انها كان يمزح معها لاغير..وأسرعت تقدم له المبلغ وتقول بابتسامة واسعة: لا اعلم ماذا اقول..ولكنك كنت شهما معي..اشكرك كثيرا يا سيد..
قال عماد وهو يلتفت عنها: عن اذنك..
ومضى في طريقه مغادرا المتجر..دون ان يدرك انه قد ترك الأثر الكبير في نفس هذه الفتاة..
**********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassan22.7olm.org
 
حلم حياتي........*الجزء السادس*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلم حياتي.......*الجزء الثامن*
» حلم حياتي .....هذا هو الجزء الرابع .
» قصة حلم حياتي....*الجزء الثاني
»  حلم حياتي ....*الجزء الثالث عشر*
» حلم حياتي.....*الجزء العاشر*

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
♥ منتدياتے حسن حلم ♥ :: الفئة الأولى :: ۩۝ ♥ قــســـم أدب و شعـــر♥ ۝۩ :: القصص والروايات-
انتقل الى: